۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
الإمام الخامنئي

وكالة الحوزة ـــ شرح الإمام الخامنئي رواية تتضمّن توصية الرسول الأعظم (ص) لأبي ذر ، وقال سماحته: كلّ مسؤولية، وكلّ منصب، وكلّ قدرة توجد إلى جانبها مسؤولية والتزام. هل أنتم قادرون على النّهوض بهذا الالتزام أم لا؟ هذا درسٌ عظيم.

وكالة أنباء الحوزة ـــ شرح الإمام الخامنئي صباح يوم الأحد ١/١٢/٢٠١٩ قبل البدء ببحث الخارج في الفقه رواية تتضمّن توصية الرسول الأعظم (ص) لأبي ذر ، وقال سماحته:  كلّ مسؤولية، وكلّ منصب، وكلّ قدرة توجد إلى جانبها مسؤولية والتزام. هل أنتم قادرون على النّهوض بهذا الالتزام أم لا؟ هذا درسٌ عظيم.

عَن اَبی ذَرٍّ (سَلامُ اللّهِ عَلَیهِ) أَنَّ النَّبيَّ (صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ) قالَ یا اَبا ذَرٍّ إنّي أُحِبُّ لَكَ ما أُحِبُّ لِنَفسي إنّي أَراكَ ضَعیفاً فَلا تُؤَمَّرَنَّ عَلیٰ اِثنَینِ وَ لا تَوَلَّیَنَّ مالَ یَتیم. (1)

قالَ یا اَبا ذَرٍّ إنّي أُحِبُّ لَكَ ما أُحِبُّ لِنَفسي
ينقل أباذر نفسه هذه التوصية عن الرّسول الأكرم التي أوصاه بها؛ وهي درسٌ لنا أيضاً، درسٌ في غاية العظمة. قال النّبي (ص)  له بأنّني أحبّ لك ما أحبُّ لنفسي؛ أي أنّ ما أرغب في قوله لك نابعٌ من عمق محبّتي لك؛ لأنّ الإنسان يحبّ نفسه بأعلى درجات الحبّ. حسناً، ما الذي يودّ الرّسول الأكرم أن يقوله لأبي ذر؟
إنّي أَراكَ ضَعیفاً
إنّي أراك ضعيفاً في الإدارة. فأنت إنسانٌ صالح، ومجاهدٌ في سبيل الله، وتتكلّم بصراحة، ولم تطلع الشّمس على من هو أصدق منك، ولم تحمل الأرض على ظهرها من هو أصدق منك؛ كلّ هذا محفوظٌ في مكانه، لكنّك رجلٌ ضعيف.

فَلا تُؤَمَّرَنَّ عَلیٰ اِثنَین
والآن حيث أنّك رجلٌ ضعيف، إحرص على أن لا تترأس شخصين أيضاً! أي من الواضح أنّ الضّعف الذي يقصده الرّسول الأكرم هو ضعف الإدارة؛ أي أنّك رجلٌ لا تقدر على الإدارة؛ فإذا ترأّست شخصين أو أكثر سوف لن تكون قادراً على إنجاز أعمالهم.  هذا درسٌ لنا. نحن -لا أقصد جميعنا؛ بعضنا هكذا- بمجرّد أن يفرغ منصبٌ أو مكانٌ أو يكون هناك احتمال أن يصبح فارغاً، نشخصُ فوراً بأبصارنا إليه! حسناً، أنظر هل أنت أهلٌ أم لست أهلاً لتولّيه. وهذه الأيام بدأ التسجيل للترشّح لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي، أخبروني بأنّه قد بدأوا يتهافتون دون أيّ توانِ وتأنّ! حسناً أنت الذي تودّ أن تذهب إلى هناك، يوجد استجواب هناك؛ هذه القدرة التي يمنحها الله عزّوجل لي ولك، توجد مسؤوليّة بجانبها. ما أقوله أوجّهه لنفسي أنا الحقير أكثر من الجميع. وأنتم أيضاً؛ أي أولئك الذين يتولّون مسؤوليّة معيّنة، حالهم هو هذا. كلّ مسؤولية، وكلّ منصب، وكلّ قدرة توجد إلى جانبها مسؤولية والتزام. هل أنتم قادرون على النّهوض بهذا الالتزام أم لا؟ هذا درسٌ عظيم.

وَلا تَوَلَّیَنَّ مالَ یَتیم
وأيضاً عليك أن لا تتولّى مال يتيم على الإطلاق. لا من باب أنّه قد يكون هناك احتمالٌ لا سمح الله بأن يسرق [جناب أبي ذر] مال اليتيم. فمنزلة أبي ذر أرفع بكثير من هذه الحدود، ومقامه قريبٌ من مقام العصمة؛ إذاً هذا الاحتمال مُنتفٍ فيما يخصّه هو. ودليل أنّه يوصيه بأن يرفض تولّي مال اليتيم هو أنّك لست قادراً على إعطاء اليتيم حقّه؛ وسوف يأتي الآخرون ويعتدون على هذا المال، وأنت رجلٌ ضعيف وليس لديك التدبير اللازم ولا تستطيع النّهوض بهذه المهمّة. هذه هي النقاط البارزة في النظام الإسلامي ومنظومة القيَم الإسلاميّة؛ أي أنّنا -أنا وأنتم- مسؤولون في الدرجة الأولى عن تقييم مدى قدرتنا على تقبّل هذا العمل؟ أو لا نتقبّله؟ هل نستطيع؟ لا نستطيع؟ هذه قضيّة بالغة الأهميّة.

الهوامش:
1- امالي الطوسي، المجلس الثالث عشر، ص 384

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha